المحمدية تغرق في الكلاب الضالة والمجلس الجماعي في سبات

كلاب ضالة

تحولت مدينة المحمدية، التي كانت تُلقب سابقًا بـ”مدينة الزهور”، إلى مسرح مفتوح لجحافل الكلاب الضالة التي تجوب الشوارع والأزقة ليلًا ونهارًا، مثيرة حالة من الرعب في صفوف السكان، خصوصًا النساء والأطفال وكبار السن. الوضع أصبح مقلقًا جدًا، بعد تسجيل إصابات متكررة في صفوف المواطنين جراء عضات الكلاب، والتي بلغت حسب مصادر محلية ما يقارب ست حالات يوميًا، تشمل حتى القطط في بعض الأحيان.

الكلاب لا تميز بين حي راقٍ أو شعبي، فقد غزت جميع الأحياء، من المدارات الرئيسية إلى الأحياء السكنية، مرورًا بالمناطق الصناعية والمرافق العمومية، بل وحتى المدارس. السكان باتوا يتفادون الخروج في فترات متأخرة من الليل، خوفًا من هجمات مباغتة. كما أن سائقي الدراجات والسيارات يعانون من تهجم الكلاب عليهم في الطرقات، ما يهدد بوقوع حوادث خطيرة.

ورغم الأصوات التي ارتفعت من قبل فعاليات مدنية وحقوقية، فإن المجلس الجماعي لا يزال يتعامل مع هذا الملف بحذر شديد يشبه اللامبالاة. فقد سبق أن تم الإعلان عن تخصيص ميزانية لمكافحة الظاهرة، لكن لا أثر ملموس لها على أرض الواقع، ما يطرح تساؤلات حول نجاعة صرفها وشفافية تدبير هذا الملف.

ولم يعد الحديث عن حلول ظرفية يجدي نفعًا، حيث أصبح مطلب السكان اليوم هو اعتماد خطة مستدامة وشاملة تقوم على تعقيم الكلاب، وتوفير ملاجئ لاحتضانها، وتكثيف حملات التوعية، مع التنسيق بين الجماعة والمصالح البيطرية والصحية لتوفير اللقاحات والحد من مخاطر داء السعار الذي يهدد الصحة العامة.

ويبقى السؤال معلقًا: إلى متى ستظل المحمدية تحت رحمة الكلاب الضالة، في غياب رؤية واضحة ومسؤولة من سلطات المدينة؟ وهل تنتظر الجهات المعنية سقوط ضحية حتى تستفيق من سباتها؟

شاهد أيضاً

عامل مدينة المحمدية

الملك يعين عادل المالكي عاملاً جديداً على إقليم المحمدية

قام جلالة الملك محمد السادس، يوم الإثنين 12 ماي 2025، بتعيين السيد عادل المالكي عاملاً …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *